فهم خلود الله وعلاقته بالزمن

استكشاف أبدية الله: خالدة أم داخل الزمن؟

أحد الأسئلة الأكثر إثارة للاهتمام وتعقيدًا في علم اللاهوت هو كيفية علاقة الله بالوقت. إذا كان الله أبديًا، فهل يختبر الزمن مثلنا؟ هل له ماض وحاضر ومستقبل؟ أم أنه خارج الزمان، موجود في حالة خالدة حيث كل لحظة حاضرة له في آن واحد؟ يتعمق هذا المقال في طبيعة أبدية الله، ويستكشف وجهات نظر مختلفة حول ما إذا كان الله داخل الزمن أم خارجه، وكيف تؤثر علاقته بالزمن على فهمنا لطبيعته.
في هذا الاستكشاف، نستمد رؤى من نص مناقشة قادها فيلسوف خصص الكثير من أبحاثه لهذا الموضوع. إن مسألة ما إذا كان الله خالدًا أو موجودًا في الزمن لها آثار واسعة على كيفية فهمنا لتفاعلات الله مع العالم، ومعرفته، وحتى اختبار حياته الإلهية.

هل الله موجود في الزمن؟

السؤال الأساسي في اللاهوت هو ما إذا كان الله موجودًا داخل الزمن أم خارجه. إذا كان الله خالدًا، فلن يكون له ماض أو مستقبل، بل سيكون موجودًا في “الآن” الأبدي. ومن ناحية أخرى، إذا كان الله موجودًا في الوقت المناسب، فإنه سيختبر لحظات متتالية، مثلما يفعل البشر كثيرًا. تبدو هاتان النظرتان —**الخلود** و**الزمنية** — متناقضتين، لذلك غالبًا ما يشعر اللاهوتيون والفلاسفة بأنهم مجبرون على الاختيار بينهما.
يشير الفيلسوف الذي يقود هذه المناقشة إلى أن الوجود في الزمن يعني أن يكون لديك موقع وامتداد زمني. فالزمن يؤثر على الله كما يؤثر على كل شيء آخر. على العكس من ذلك، أن تكون خالدًا يعني ألا يكون لديك موقع أو امتداد زمني. سيكون الله موجودًا خارج الزمن، ويرى التاريخ كله – الماضي والحاضر والمستقبل – في وقت واحد. وهذا يثير السؤال: هل يمكن لإله خالد أن يكون فاعلاً في العالم ويتفاعل مع كائنات زمنية مثل البشر؟

التوتر بين الخلود والزمنية

إذا كان الله خالدًا حقًا، فكيف يمكنه التعامل مع عالم يختبر الزمن؟ أحد أهم التحديات التي تواجه النظرة الخالدة إلى الله هو كيف كان من الممكن أن **يتجسد** في يسوع المسيح، كما يعلم اللاهوت المسيحي. إن فكرة الدخول الأبدي في التاريخ هي أمر حيّر اللاهوتيين لعدة قرون. على سبيل المثال، وصفها الفيلسوف الدنماركي سورين كيركجارد بأنها “العبثية” – إن فكرة إمكانية دخول الأبدي إلى العالم الزمني محيرة للعقل البشري.
ومن ناحية أخرى، فإن النظرة الزمنية تشير إلى أن الله له تاريخ. يمكنه تجربة الأحداث بالتسلسل – تمامًا كما نفعل – والتفاعل مع العالم بشكل ديناميكي. من هذا المنظور، يمكن لله أن يختبر العالم لحظة بلحظة، ويتفاعل مع التغييرات ويتخذ القرارات في الوقت الفعلي.

طبيعة الزمن وأثرها في أزلية الله

تلعب الطريقة التي نفهم بها **الوقت** دورًا مهمًا في كيفية تفكيرنا في علاقة الله به. هناك طريقتان أساسيتان للعرض: **العرض الديناميكي** و**العرض الثابت**.
– **النظرة الديناميكية** تؤكد أن الماضي والحاضر والمستقبل حقيقية، وأن الوقت يتدفق. الماضي مضى، والحاضر هو الشيء الوحيد الموجود، والمستقبل لم يأت بعد.
– ترى **النظرة الثابتة** أن جميع اللحظات في الزمن — الماضي والحاضر والمستقبل — حقيقية بنفس القدر. وفقًا لهذا الرأي، فإن الزمن يشبه كتلة، حيث تم وضع جميع الأحداث بالفعل في سلسلة متصلة من الزمكان رباعية الأبعاد. لا يوجد “تدفق” للوقت؛ بل إننا نختبرها على أنها تتحرك فقط بسبب محدودية الوعي البشري.
وفقًا للفيلسوف الموجود في النص، فإن الاختيار بين هاتين النظرتين للزمن له عواقب عميقة على كيفية فهمنا لأبدية الله. إذا كنا نحمل وجهة نظر ثابتة، حيث يكون كل الزمن حقيقيًا بنفس القدر، فمن الأسهل أن نتصور الله باعتباره خالدًا. يستطيع الله أن يرى كتلة الزمن بأكملها مرة واحدة ويتفاعل مع أي لحظة بداخلها. ومع ذلك، من وجهة النظر هذه، **التغيير** ليس حقيقيًا حقًا – فكما أن النقاط المختلفة في المكان جميعها حاضرة بشكل متساوٍ، كذلك تكون النقاط المختلفة في الزمن.

مشكلة الشر في الكون الخالد

إحدى القضايا التي تثيرها النظرة الثابتة للزمن هي استمرار **الشر**. إذا كانت كل اللحظات الزمنية حقيقية بنفس القدر، فإن فظائع الماضي حاضرة تمامًا مثل أفراح المستقبل. وبهذا المعنى، **الشر لا يتلاشى أبدًا** — فهو يظل “حقيقيًا” في وجود خالد. وهذا يؤدي إلى فكرة مثيرة للقلق: إذا لم يمر الوقت، فإن شرور التاريخ تظل دائمة مثل اللحظات الجيدة.
في المقابل، تسمح الرؤية الديناميكية للوقت بفهم أكثر سهولة للتقدم. الماضي مضى، ولا يوجد إلا الحاضر. **الشر يمكن التغلب عليه**، وهناك حركة وتغيير حقيقيان.

حياة الله ووعيه في واقع خالد

إذا كان الله خالدًا، فكيف تبدو حياته الداخلية؟ هل لدى الله سلسلة من الأفكار أو الخبرات، أم أن وعيه ثابت في حالة واحدة لا تتغير؟ إن الإله الخالد، وفقًا للفيلسوف، لن يختبر **الماضي والحاضر والمستقبل** في ذهنه. وبدلاً من ذلك، سيكون لدى الله حالة وعي واحدة خالدة. سيعرف كل شيء في “الآن” الأبدي الواحد.
وهذا يثير مجموعة أخرى من الأسئلة: هل الإله الموجود في هذه الحالة الذهنية الساكنة لا يزال شخصيًا؟ هل يستطيع مثل هذا الإله أن يتفاعل بشكل هادف مع العالم ومع الناس؟ على سبيل المثال، نحن نفكر في **العملية** — أي فعل التفكير أو اتخاذ القرار أو الإبداع — كشيء يحدث في الوقت المناسب، مع سلسلة من الأحداث. ولكن إذا كان الله خالدًا، فلن يكون هناك تسلسل. كل شيء سيكون ببساطة “يكون” دون تغيير.

هل يمكن أن يكون الله كاملاً ولا يزال يختبر الزمن؟

التحدي الآخر لفكرة الإله الزمني هو مسألة **الكمال**. إذا كان الله يختبر الزمن، فهل يتحسن بمرور الوقت؟ إذا كان يخلق باستمرار، ويخلق الأشياء، ويتفاعل مع العالم، فهل يعني ذلك نوعًا من التغيير أو التقدم؟ يجادل البعض بأن هذا يعني أن الله لم يكن كاملاً في البداية.
يعارض الفيلسوف في هذه المناقشة هذا الرأي من خلال توضيح أن التغيير لا يعني بالضرورة **التحسين**. يمكن لله أن يختبر حالات مختلفة من الكمال دون أن يصبح “أكثر كمالا” بمرور الوقت. على سبيل المثال، قد يعلم الله أن الساعة الثالثة في إحدى اللحظات والساعة 3:01 في اللحظة التالية. وليس هذا تحسينًا في علمه؛ إنه ببساطة انعكاس لإدراك الله الكامل للوقت أثناء تغيره.

الخلاصة: الخلود مقابل الزمانية – الجدل المستمر

تظل مسألة علاقة الله بالزمن واحدة من أكثر القضايا عمقًا وتحديًا في علم اللاهوت. سواء رأينا الله على أنه موجود في “الآن” الأبدي الخالد أو على أنه يختبر الزمن معنا، فإن المعاني واسعة النطاق. تقدم كل وجهة نظر فوائدها وتحدياتها الخاصة، بدءًا من فهم معرفة الله بالمستقبل وحتى التوفيق بين وجود الشر في العالم.
أنا شخصياً وجدت هذا الاستكشاف لعلاقة الله بالزمن رائعًا للغاية. لقد جعلني أفكر في فهمي للإله وكيفية تفاعله مع واقعنا. إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد، فأنا أشجعك على مشاهدة هذا الفيديو الثاقب: وليام لين كريج – ماذا هل الخلود لله؟.